الإجابة
لا يوجد دليل على أن الرجل بجنسه مكرم على المرأة بجنسها، وإنما كما
قال الله تعالى: {إن أكرمكم عند الله
أتقاكم}، أما الآية {اصطفى البنات
على البنين}، فيها إشارة على أن العرب كانوا يفضلون بطباعهم
الذكر على الأنثى، ومع هذا التفضيل فإنهم نسبوا الملائكة إلى الله،
وجعلوا الملائكة بنات الله، فالله عز وجل عاتبهم، فأنتم تنسبون إلى
ربكم الشيء المفضول على حد زعمكم، وهذا فيه إنكار وليس فيه إقرار،
وإلا فقد ثبت في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{إنما النساء شقائق الرجال}،
فالمرأة الصالحة أفضل من الرجل الصالح.
وقال بعض السلف في تفسير قوله تعالى: {يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو
يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً}، قال غير واحد
من السلف: (من يمن المرأة وبركتها أن تبدأ بما بدأ به الله، وهذا كلام
صحيح، فمن اليسر على الرجل أن يرزق البنت قبل الولد، لأسباب: أولاً
تعين وتساعد الأم في وقت قصير، ثم إن رزق الرجل البنت قبل الولد، فإن
طاعة البنت لوالديها أكثر، ومشاكستها وشراستها أقل من مشكاسة وشراسة
الولد، فلما يرى الولد من قبله خاضع لوالديه فإنه يمتثل ويسير
بسيرهما، أما البنت لما ترى مشاكسة الأولاد قبلها فإنها تشاكس مثلهم،
لذا من يمن المرأة وبركتها أن تبدأ بالأنثى قبل الذكر كما قال الله
تعالى.