الإجابة
الخلاف في الصلاة الوسطى والكلام فيها كثير، وقد ألف الدمياطي مجلداً
فبها وهو مطبوع، وألف غير واحد من أهل العلم كتباُ خاصة في الصلاة
الوسطى، فالدمياطي له كتاب أسمى كتابه: (كشف المغطى في تبين الصلاة
الوسطى)، ذكر فيه تسعة عشر قولاً في الصلاة الوسطى.
والحافظ ابن حجر في (الفتح) ذكرها جميعاً ملخصة عنه، وزاد عليها قولاً
فاته فأتمهم عشرين قولاً.
والراجح أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، وهنا مذهب الجماهير من
السلف، والأئمة الأربعة. ويستدلون بما ثبت عن قوله صلى الله عليه وسلم
يوم الأحزاب: " "، وسميت الوسطى لأنها وسطى بين
صلاتي الليل والنهار؛ فالنهار الفجر والظهر والليل المغرب
والعشاء.
ووقت العصر مُعظّم في جميع الأديان، وكان الناس قبل الإسراء والمعراج
يصلون وقت العصر، ومن قبلنا كانوا مكلفين بالعصر، كما يذكر
العلماء.
قال الغزالي في كتابه (المستصفى) أن جميع الأديان عظمت وقت العصر، وقد
ثبت في صحيح الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، ويقول العلماء: إثم المعصية بعد العصر أشد منه ما قبله.
فالإثم قد يتضاعف بالمكان أو بالزمان أو بالحال. فليس إثم العالم
كالجاهل، وليس إثم ما يفعل بمكة كإثم ما يفعل في غيرها، وكذلك العصر
ولذا أقسم الله عز وجل بالعصر، والله أعلم.