الإجابة
ربنا يقول: {ورتل القرآن
ترتيلاً}، فالواجب على كل مسلم إماماً كان أم مأموماً عالماً
كان أم طالب علم أم جاهلاً، فالواجب عليه إن قرأ القرآن أن يستقيم
لسانه به وأن يقرأه بأحكامه.
والعبرة بالثمرة، فلو فرضنا أنه يقرؤه قراءة صحيحة، سليمة خالية من
اللحن الخفي، فضلاً عن اللحن الجلي، فقد أدى الواجب، وإن لم يعلم
أحكام التجويد ويعرفها المعرفة النظرية، كأن يعرف أنواع المدود ومخارج
الحروف وأحكام النون وهكذا.
لكن يصعب ويعسر على الرجل أن يعلم وأن يتقن ذلك إلا بأن يعرف القواعد،
فمعرفة القواعد بمثابة الوسيلة للواجب، فالبعض يقول: هل الصحابة
يعرفون المدود وغيرها من الأحكام؟ لا، لكن الصحابة يقرأون بثمار هذه
الأحكام، فمثلاً الصحابة لا يعرفون الفاعل والمفعول به، والمفعول
لأجله، لكن لسانه مستقيم بالعربية، فالثمرة من دراسة العربية أن يبتعد
عن اللحن الجلي والخفي، فيجب على الإنسان أن يقرأ القرآن كما أنزله
الله عز وجل.
واللحن الخفي كثير في قراءة الناس، ولا يسلم منه إلا عدد يسير جداً من
الأئمة، فيولدون حروفاً أحياناً، وأحياناً لا يعطون الحروف حقوقها،
لكن اللحن الجلي يسلم منه كثير من المتعلمين، وصحة الصلاة دائرة على
عدم وجود اللحن الجلي، أما اللحن الخفي فالصلاة صحيحة، مثل مخرج الضاد
والظاء مخرج عسر، ولذا ذكر ابن كثير في أواخر تفسير الفاتحة: "ولعسر
التمييز بين مخرج الضاد والظاء ولعدم حذق هذا إلا عدد قليل، ممن قرأ
الضاد ظاءاً والعكس فصلاته صحيحة، والشاميون والمصريون يقرأون الضاد
دالاً مفخمة، والحجازيون والعراقيون يقرأون الضاد ظاءً والفرق بينهما
عسر، لذا فالصلاة صحيحة، إن وقع الإنسان في اللحن الخفي دون الجلي"،
والله أعلم.