الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أنه لا يبدأ بساكن ولا يوقف على متحرك، قال السيوطي في الإتقان: فكما أنه لا يبتدأ بساكن لا يوقف على متحرك.
ولكن الكلمات المذكورة وما أشبهها لا يحتاج فيها إلى ذلك، لأنه لا يصح الابتداء بها حتى يحتاج إلى جلب همزة وصل ليتوصل بها إلى النطق بالساكن، فعلى القارئ إذا أراد الشروع في القراءة أن يبتدئ بما قبلها من بداية الآية، أو من جملة مستقلة يصح بها الابتداء، وأما إذا كان القارئ مواصلا للقراءة ووقف على ما قبلها وقف اضطرار فعليه أن يبدأ قبل ما وقف عليه لأنه ليس محل وقف، فقد نص أهل العلم على أن من وقف في غير محل وقف عليه أن يبتدئ بما قبله، قال ابن الجزري في المقدمة:
وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيحٌ وَلَهُ * يوقَفُ مُضْطُرَّاً وَيُبْدَا قَبْلَهُ.
وإذا وقف قبلها للاختبار فعليه أن يبدأ بها متحركة، لأنه الأصل، ولا يتأتى الإسكان، ولأن لام الأمر أصلها الكسر وسكنها بعض القراء تخفيفا، فيكون سكونه عارضا لأجل التخفيف، ومثلها كلمة: ثم هو ـ لمن يسكن الهاء، فيبدأ بها بضم الهاء في حالة وقف الاختبار، وفيها يقول ابن غازي:
وثم هو تحت النمل في الوصل ساكنا وفي الابتدا بالضم حقا بلا زيف.
وقال المرصفي في هداية القارئ: الوقف الاختباري بالباء الموحدة: هو الذي يطلب من القارئ بقصد الامتحان.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 208156.
والله أعلم.