الإجابة
إن إخوة يوسف لما تمالؤوا عليه فرأوا أن يرموه في الجب أي في البئر،
عرفوا أن أباهم لم يكن ليصدقهم أنه قد أكله الذئب، وقد حذرهم من ذلك
من قبل أن يذهبوا به إلا إذا جاءوا بلباسه وعليه دم، فقتلوا بعض
الحيات والحشرات وجعلوا دمها على ثوب يوسف، فجاءوا بقميصه وفيه آثار
الدم، فأرادوا أن يصدقهم يعقوب بأن ابنه أكله الذئب، فجاءوا بالليل
وهم يبكون: {وجاءوا أباهم عشاء يبكون
قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب
وما أنت بمؤمن لنا} أي ما أنت بمصدق لنا {ولو كنا صادقين * وجاءوا على قميصه بدم
كذب} أي جاءوا بقميصه وعليه دم، وهذا الدم ليس من دم يوسف بل
هو كذب، ويعقوب عليه السلام عرف أن هذا حيلة وأنه باطل، قيل اكتشف ذلك
فقال: أين أنياب السبع في القميص؟ كيف يأكل الذئب يوسف ويتورع عن شق
قميصه؟ فالقميص غير مشقوق وعليه الدم فعرف بذلك أن هذا كذب، فقال لهم:
{قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل
والله المستعان على ما تصفون}، فعرف أن هذا كذب ولم يصدقهم
فيه.
وقد قال ابن الجوزي رحمه الله في كتاب (الحمقى والمغفلين) أنه دخل
مسجداً يوماً فوجد رجلاً من الحمقى يتوسل ببعض الأسماء الأعجمية ويسأل
الله بها، فقال اسماً غريباً، فقال: ما هذا الاسم؟ فقال: هذا اسم
الذئب الذي أكل يوسف، فقال: ويلك!! إن يوسف لم يأكله الذئب، فقال: هذا
اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف، قال: كل الذئاب لم تأكل يوسف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.