الإجابة
الله تعالى هنا أخبرنا عن حال أهل مكة في وقت غزوة الحديبية، فبين أنه
لو أظهر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على مكة لقتلوا كثيراً من
المؤمنين الذين لا يعلمون بإيمانهم لأنهم يخفون إسلامهم في أُسَرِهِمْ
بمكة، فقال تعالى: {ولولا رجال مؤمنون
ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة}، فهنا
بين أنه لولا هؤلاء الرجال المؤمنون والنساء المؤمنات اللاتي يكتمن
إيمانهن في أسرهن في مكة لأظهر الله رسوله صلى الله عليه وسلم على مكة
وفتحها في ذلك الوقت، ولكنه بين أنهم {لو
تزيلوا} معناه: انحازوا عن الكفار وتفرقوا في ما بينهم فكان
الكفار في صف والمسلمون في صف وهذا ما حصل في الفتح في فتح الحديبية،
وهو الصلح عندما أعلن الناس إيمانهم ولم يبق أحد يكتم إيمانه بمكة
وهاجر بعض الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من القادة كخالد بن
الوليد وعمرو بن العاصي وعثمان بن أبي طلحة وغيرهم حينئذ تزيلوا، فجاء
الفتح بعد ذلك في السنة الثامنة من الهجرة في اليوم السابع والعشرين
من رمضان، فإذن لو تزيلوا معناه لو انفصل المؤمنون عن الكافرين فبقي
المسلمون صفاً والكافرون صفاً {لعذبنا
الذين كفروا منهم عذاباً أليماً}، لحل المقت والعذاب
بالكافرين، فالكافرون يرفع عنهم العذاب بسبب المستضعفين فيهم من الذين
هم من المؤمنين الذين يكتمون إيمانهم، ولهذا قال الله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله
معذبهم وهم يستغفرون}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.