الإجابة
إن الله سبحانه وتعالى أوجب على عباده الإيمان بقدره، وهو ركن من
أركان الإيمان الستة التي لا يقبل من أحد الإيمان إلا بها، هي الإيمان
بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فالإيمان
بالقدر ركن من أركان الإيمان.
وقدر الله سبحانه وتعالى أربع مراتب:
- المرتبة الأولى: علم الله السابق بجميع الأشياء إجمالاً
وتفصيلاً.
- المرتبة الثانية: كتابة كل ما هو كائن في صحف عنده فوق عرشه.
- المرتبة الثالثة: توزيع ما هو كائن على الزمن، وهذه المرتبة ينزلها
الله في ليلة القدر، ينزل فيها ما هو كائن في السنة التي هي فيها،
ففيها يفرق كل أمر حكيم أي أمر قد أحكمه الله تعالى من تدبيره لعباده
من الأرزاق والإماتة والإحياء والمطر وما يقع في السنة من الأعمال
كلها فينزل ذلك في ليلة القدر وهي خطة السنة بكاملها.
- المرتبة الرابعة تنفيذ ذلك على وفق علم الله سبحانه وتعالى، فهذه
الآية مثبتة لمرتبة من مراتب قدر الله التي يجب الإيمان بها.
وقوله: {فيها يفرق} أي يفصل، فقيل
يفرق عن اللوح المحفوظ فينزل إلى سماء الدنيا ويودع عند ملائكتها
الحفظة، وقيل يفرق أي يوزع على الملائكة بالأوامر، فإن الملائكة عليهم
السلام تأتيهم الأوامر من أمر الله سبحانه وتعالى، وهم يستقبلون عن
الله سبحان وتعالى إذا تكلم يقولون حين يفزع عن قلوبهم: {ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي
الكبير}، ثم بعد ذلك يطبقون ما يؤمرون به، وقيل معنى يفرق كل
أمر حكيم، أي يفصل بين الناس في قضاياهم وفيما يكتب لهم من الأرزاق
وغير ذلك في هذه السنة كلها، والحكيم المحكم المبرم، {أمراً من عندنا} أي أمراً من عند الله
وليس للناس فيه حظ لأن القدر من أمر الله المحض الخالص، وهو سر الله
المكتوم الذي لا ينبغي الاطلاع عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.