يقول الله تبارك وتعالى في سورة الطور: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: ٢١]، هل يعني أن إلحاق ذرية الرجل الصالح لدرجته تشمل كل الأصول والفروع لهذا المؤمن؟ نرجو إيضاح هذا بالتفصيل.
الإجابة
أولاً: الذرية تُطلق على الأبناء، وأبناء الأبناء، ومن تناسلوا من هذا الرجل، لكن الذي يبدو والله تعالى أعلم أن إلحاق الذرية إنما تشمل القريبين: الأبناء أو أبناء الأبناء، ولا تشمل كل من تناسل، لأن كل أهل الإيمان من صلب آدم عليه السلام، ولو كان المعنى إلحاق ذرية الذرية فسيلحق كل هؤلاء بدرجة آدم عليه السلام، وكذلك إبراهيم عليه السلام مثلاً لكان كل من تناسل من ذريته من بني إسرائيل سيلحقون إلى درجته، فالمؤمنون منهم أمم لا تحصى، والقول بأنهم جميعاً سيلتحقون بإبراهيم في درجته بعيد، وإنما والله تعالى أعلم يقصد بهم القريبين الذين رآهم الشخص وأحبهم ونحو ذلك، فمما يقر الله تبارك وتعالى به عين المؤمن هو أن يلحق أبناءه في درجته إكراماً منه سبحانه وتعالى للمؤمن، والله تعالى أعلم.