الفتاوى

تفسير ‏{‏أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ ‏}‏
تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‏}‏

الإجابة

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}‏‏ ‏[‏الملك‏:‏ 14‏]‏، دلت علي علمه بالأشياء من وجوه تضمنت البراهين المذكورة لأهل النظر العقلي‏:‏

أحدها‏:‏ أنـه خالق لها، والخلق هـو الإبـداع بتقـدير، فتضمن تقـديرها في العلم قبـل تكوينها‏.‏

الثاني‏:‏ أنه مستلزم للإرادة والمشيئة؛ فيلزم تصور المراد‏.‏

وهذه الطريقة المشهورة عند أكثر أهل الكلام‏.

‏‏ الثالث‏:‏ أنها صادرة عنه، وهو سببها التام، والعلم بالأصل يوجب العلم بالفرع، فعلمه بنفسه، يستلزم علم كل ما يصدر عنه‏.‏

الرابع‏:‏ أنه لطيف يدرك الدقيق، خبير يدرك الخفي، وهذا هو المقتضي للعلم بالأشياء، فيجب وجود المقتضي لوجود السبب التام‏.‏



___________________

المجلد السادس عشر

مجموع الفتاوي لابن تيمية

Icon