الإجابة
[سورة الحج] فيها مكي ومدني، وليلى ونهاري، وسفري وحضري، وشتائي
وصيفي، وتضمنت منازل المسير إلى الله، بحيث لا يكون منزلة ولا قاطع
يقطع عنها.
ويوجد فيها ذكر القلوب الأربعة: الأعمى والمريض، والقاسي
والمخبت الحي المطمئن إلى الله.
وفيها من التوحيد والحِكَم والمواعظ على اختصارها ما هو بَيِّنٌ لمن
تَدَبَّرَه، وفيها ذكر الواجبات والمستحبات كلها توحيدًا وصلاة وزكاة
وحجًا وصيامًا، قد تضمن ذلك كله قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا
وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]،فيدخل فى قوله: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} كل واجب
ومستحب؛ فخصص فى هذه الآية وعمم، ثم قال: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ
جِهَادِه} [الحج: 78]،فهذه الآية وما بعدها لم تترك
خيرًا إلا جمعته ولا شرًا إلا نفته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء الخامس
عشر.