الإجابة
"سجود التلاوة" سُنة مؤكدة لا ينبغي تركها، فإذا مرَّ الإنسان بآية
سجدة فليسجد سواء كان يقرأ في المصحف، أو عن ظهر قلب، أو في الصلاة،
أو خارج الصلاة.
وأما السُنة المؤكدة فلا تجب ولا يأثم الإنسان بتركها؛ لأنه ثبت عن
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ السجدة التي في
(سورة النحل) على المنبر، فنزل وسجد، ثم قرأها في الجمعة الأخـرى فلم
يسجد، ثم قال: "إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء"، وذلك
بحضور الصحابة رضي الله عنهم.
ولأنه ثبت أن زيد بن ثابت قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم السجدة
التي في سورة النجم فلم يسجد، ولو كان واجباً لأمره النبي صلى الله
عليه وسلم أن يسجد.
فهي سُنة مؤكدة والأفضل عدم تركها حتى لو كان في وقت النهي بعد الفجر
مثلاً، أو بعد العصر؛ لأن هذا السجود له سبب، وكل صلاة لها سبب فإنها
تُفعل ولو في وقت النهي، كسجود التلاوة، وتحية المسجد، وما أشبه ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الرابع عشر -
باب صلاة التطوع.