هذا السائل س. من الأردن ، يستفسر عن الآية الكريمة في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا؟
ج: هذه الآية فيمن تخلّف عن الهجرة بغير عذر شرعي، والله جل وعلا عتب عليهم، ذلك الواجب على من كان بين المشركين ولا يظهر دينه أن يهاجر، ولا يجوز له التأخر فسمّاهم ظالمي أنفسهم يعني بترك الهجرة؛ لأنّ ترك الهجرة مع القدرة معصية، والواجب على من كان بين المشركين أن يهاجر وينتقل إلى بلاد المسلمين إذا قدر لدلالة الآية الكريمة ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلمٍِ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ المُشْرِكِينَ . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِمَ؟
الإجابة
قَالَ: لا تَرَاءَى نَارَاهُمَا ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: مَنْ جَامَعَ الْمُشْرِكَ وَسَكَنَ مَعَهُ فَإِنَّهُ مِثْلُهُ فالواجب على من كان بين المشركين أن ينتقل وأن يهاجر إذا استطاع ذلك: إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا من عجز فلا حرج عليه، لكن من قدر أن ينتقل من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام وجب عليه أن يهاجر، وصار بقاؤه بين المشركين ظلماً لنفسه ومعصية يستحق عليها العقوبة، وبهذا توعدهم الله بالنار .