الإجابة
هذه الآية على ظاهرها، يخبر سبحانه وتعالى أنه لا يغفر الشرك لمن مات عليه، إذا مات يسبّ الدين أو يسأل الأموات، ويستغيث بالأموات أو الملائكة أو بالجن أو بالأصنام، يدعوهم، يسألهم النصر، يسألهم الغوث وشفاء المرضى إلى غير هذا، هذا إذا مات على هذا العمل لا يغفر له، ومصيره إلى النار نعوذ بالله ، وهكذا على الصحيح لو مات تاركاً للصلاة، لا يصلي، يكون لا يغفر له، مات على الكفر بالله، أو مات جاحداً للصلاة، جاحداً للزكاة، جاحداً لصيام رمضان، جاحداً للحج مع الاستطاعة، يكون من أهل النار لا يغفر له، نعوذ بالله، أو مات يسبّ الدين، أو يستهزئ بالدين، أو ينكر الآخرة، والجنة أو النار، هذا كله كفر بالله وشرك به سبحانه، من مات عليه فإنه لا يغفر له أبداً، نسأل الله العافية بل له النار أبد الآباد، أمّا من مات على المعصية، التي دون الشرك، مات على الزنى، ما تاب، أو على الخمر أو على الربا، أو عقوق الوالدين أو أحدهما، أو قطيعة الرحم، أو ما أشبه ذلك من المعاصي ولم يتب، هذا تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له سبحانه بتوحيده، وإسلامه وطاعاته الأخرى، وإن شاء ربّنا سبحانه أدخله النار، وعذبه فيها على قدر المعصية، التي مات عليها ثم يخرج من النار إلى الجنة بعد ما يمحّص في النار ويطهر، والناس في النار على حسب أعمالهم، منهم من تطول مدته ويخلد فيها خلوداً له نهاية، ومنهم من لا تطول مدته لقلة معاصيه، إذا دخل النار قال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ فذكر أنه يخلد المشرك والزاني والقاتل، لكن الخلود مختلف، خلود المشرك لا ينتهي أبداً، وخلود القاتل إذا كان ما استحل القتل، والزاني إذا كان ما استحل الزنى، بل مات على معصية، هذا خلود له نهاية، إذا انتهت المدة التي أرادها الله، خرج من النار، بعد التطهير والتمحيص، وهكذا قوله جل وعلا وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا هذا جزاؤه إن جازاه، وإن عفا عنه سبحانه، فهو العفو الغفور، وإن جازاه لأنه مات على التوحيد والإيمان، لكنه قاتل فهذا لخلوده نهاية، ما هو مثل خلود الكفار، إذا انتهت المدة أخرجه الله من النار، بتوحيده وإسلامه الذي مات عليه، وهكذا بقية العصاة الذين دخلوا النار، لهم مدة ينتهون إليها، ثم يخرجون، إمّا بشفاعة الشفعاء كالنبي صلى الله عليه وسلم، أو بشفاعة الملائكة أو الأفراط أو المؤمنين، وبعضهم يخرج بدون شفاعة أحد، بل برحمة الله فقط، إذا طالت المدة رحمه الله، وأخرجه سبحانه، من دون شفاعة أحد.