سائل من جدة ، أرجو أن تتفضلوا بتفسير قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ؟
ج: هذه الآية الكريمة وجه الله فيها الصحابة رضي الله عنهم ألا يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء إن تبد لهم تسؤهم، بل عليهم أن ينتظروا حتى ينزل القرآن، إلا إذا نزل بهم نازلة أو أشكل عليهم شيء من الأحكام يسألونه، أما التعنت والسؤال عن أشياء ليس لهم بها حاجة ولم تنزل عليهم ، فهم نصحوا ألاّ يسألوا ولكن يسأل الإنسان عمّا أهمه، عمّا نزل به حتى يعرف الحق من الباطل.
سماحة الشيخ الذين يصرفون معنى هذه الآية الكريمة إلى الفتوى هل هم على حق ؟
لا، ليس بصواب، الإنسان يسأل عمّا أشكل عليه، يجابُ عليه، الله قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ لكن كونه يسأل عن أشياء لا دخل له فيها ويبحث عن عيوب الناس، هذا منهي عنه، هذا الشيء قد يُفضي إلى معرفة عورات الناس وتتبع عوراتهم، فهذا لا يجوز، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب في النهي عن التجسس، برقم (4888). إنَِّكَ إنِِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ
النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ، أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ ونهى عن اتباع العورات، أن تتبع عورات أخيك، عورات المسلمين تفسدهم.
الحاصل أنه لا ينبغي للإنسان أن يتتبع عورة أخيه بل يحذر عن السؤال عمّا ليس له فيه شأن، من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فليس له أن يسأل عن أشياء قد تسوؤه وتضره، لا من جهة كذا، سأله: هل هو يتعاطى كذا الزنا؟ هل هو يتعاطى كذا، هو يتعاطى كذا شرب الخمر؟
الإجابة
ما دام ظاهره الخير، يترك ولا يتعرض له، المقصود التنقيب عن أحوال الناس ليعرف عوراتهم، هذا لا يجوز .