الإجابة
هذه الآيات أول ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نزلت عليه في غار حراء ، وبها بدأ الوحي إليه عليه الصلاة والسلام ، يقول الله تعالى : اقرأ يا محمد مفتتحا قراءتك بذكر اسم ربك أو مستعينا في قراءتك بذكر اسم ربك وولي نعمتك الذي خلق كل شيء ، خلق ذرية آدم من علق ، من دم قد كان من قبل نطفة ثم يصير بعد مضغة فعظاما إلى آخر أطوار خلق الإنسان ، فعمم سبحانه في ثنائه على نفسه بأنه تفرد بخلق كل شيء ثم خص الإنسان تكريما له وتمهيدا لذكر ما امتن به عليه من نعمة الكتابة والعلم ، ثم أمره مرة أخرى بالقراءة تنبيها إلى عظم شأنها وحثا على العناية بها ، ثم أثنى سبحانه على نفسه بأنه رب كل شيء ومليكه ، وأنه تفرد بكمال الكرم والجود ، ومن ذلك ما آتاه الله محمدا من النبوة والرسالة وما خصه به من معجزة القرآن وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب صلى الله عليه وسلم ، ومن كمال كرمه وفيض نعمه أنه علم الإنسان الكتابة بالقلم ، وأنه علمه ما لم يكن يعلم مما لا يحصى عده ولا يقدر قدره ، وما كان له ذلك لولا أن من الله عليه وأسبغ عليه عظيم نعمه ، فتبارك الله أحسن الخالقين وسعت رحمته كل شيء وهو أحكم الحاكمين