الإجابة
مثل ما بيّن جلّ وعلا في الآية نفسها: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا يعني من طريقة الكفرة، أنهم يحرِّمون النَّسيء، والنسيء: محرّم يجعلونه صفراً، وصفر يجعلونه محرماً، تارة وتارة، فتارة يكون محرم محرماً، وصفر حلاًّ وتارة يعكسون، فيجعلون محرماً صفراً، ويستحلونه ويؤخِّرون المحرم إلى صفر، يحلّونه عاماً ويحرمونه عاماً، وهذا من جهلهم وضلالهم، وتمثيلهم ولهذا قال سبحانه: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ يقولون: إن الشهور الأربعة: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، هذه أربعة، فإذا حرمنا صفراً، حللنا محرماً، فالشهور أربعة إلا أنّا قدمنا وأخرنا، وهذا ضلال لأنهم خالفوا شرع الله، شرع الله جعل محرماً، ما جعل صفراً، ولهذا قال: يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا ويجعله سبحانه زيادة في الكفر يعني تغييرهم شرائع الله زيادة في الكفر ، نسأل الله العافية، فالواجب بقاء الشهور على حالها محرّمة، رجب وحده بين جمادى وشعبان، وثلاثة متوالية، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، هذا هو الواجب، أمّا أن يؤخر محرم إلى صفر، ويقدم صفر إلى محرم فهذا باطل، هذا من جهلهم وضلالهم .