الفتاوى

يسأل المستمع ويقول: ما معنى الورود في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا؟
يسأل المستمع ويقول: ما معنى الورود في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا؟

الإجابة

هذا بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: الورود المراد بذلك المرور على الصراط، فالمسلم يمر على الصراط وينجو، وقد يقع بعض أهل المعاصي، وأما الكفار فإنّهم يساقون إليها ويردونها، ويحشرون إليها والعياذ بالله، فلابد من المرور فالمؤمن يمر وينجو، والكافر يساق إليها ويدخلها، وبعض العصاة قد يمرّ على الصراط ولا ينجو بسبب معاصيه ، ثم لا يخلّد، العاصي لا يخلّد في النار إذا مات على الزنى أو اللّواط أو الربا، أو عقوق الوالدين، أو غيرهما من المعاصي ولم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له، وأدخله الجنة بتوحيده، وإيمانه وحسناته، وإن شاء أدخله النار بمعاصيه، فإذا طهّر فيها ومحّص، أخرج منها إلى الجنة، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ فأخبر سبحانه أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه ، أمّا ما دون الشرك فقد يغفر، وقد يعفى عنه، لتوبته والتائب يتوب الله عليه، وقد يعفى عنه لحسنات كثيرة وأعمال صالحة قدّمها، أو بشفاعة بعض الشفعاء، كما تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يشفع لجماعة من العصاة فيخرجهم الله من النار وهكذا يشفع غيره والمقصود أن العاصي تحت مشيئة الله، إذا مات على الإسلام ، لكن الذي عنده معاص لم يتب منها ، فهو تحت مشيئة الله عز وجل، إن شاء غفر الله له وأدخله الجنة وإن شاء عذّبه الله على قدر معاصيه ثم يخرجه الله من النار بشفاعة بعض الشفعاء، أو بمجرد رحمته سبحانه وجوده جلّ وعلا .

Icon