الإجابة
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبيَنَْهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أيضاً، أنه قال: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ خرجه مسلم في الصحيح من حديث جابر ، هذا يدل على أن تارك الصلاة يسمى كافراً، ويسمى مشركاً وهو الحق، وهو المعروف عن الصحابة رضي الله عنهم، فإن عبد الله بن شقيق العقيلي رضي الله عنه ورحمه، التابعي الجليل قال: لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلاَّ الصلاة ، فهذا يدل على أن الصلاة عند الصحابة، يعتبر تركها كفراً، يعني كفراً أكبر، ويسمى الكافر مشركاً، فالذي ترك الصلاة قد فرق دينه، وقد خرج عن جماعة المسلمين، واستحق أن يقتل إن لم يتب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلمٍِ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَِهَ إلاَّ الله وَأَنِّي رَسُولُ الله إلاَ بِإِحْدَى ثَلاثة: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ فالذي يترك الصلاة يعتبر تاركاً لدينه، ومفارقاً للجماعة، نسأل الله العافية والسلامة. ومن ترك الصلاة يقال له مشرك ويقال له كافر، في أصح قولي العلماء، لكن الجمهور قالوا: كفر دون كفر، وشرك دون شرك، والصواب الذي عليه جمع من أهل العلم أنه كفر أكبر، وشرك أكبر، كما حقق ذلك ابن القيم رحمة الله عليه، في كتاب الصلاة، وذكره الذهبي عن جماعة في الكبائر، وذكره آخرون رحمهم الله ودل عليه الحديث السابق، الذي رواه مسلم في الصحيح من حديث جابر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّركِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصلاة فسّماه كفراً وشركاً، والكفر المعرف والشرك المعرف، بال التعريف، هو الكفر الأكبر والشرك الأكبر، بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ، رواه مسلم في الصحيح. أمَّا معنى هذه الآية الكريمة: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا . فإن الله سبحانه وتعالى يبين أن هذا من صفات المشركين، تفريق الدين، والتشيع، كل شيعة لها رأي ، ولها كلام، ولها أنصار، هكذا يكون المشركون، وهكذا الكفار يتفرقون، وكل طائفة لها رئيس، ولها متبوع تغضب لغضبه، وترضى لرضاه، وليس همهم الدين وليس تعلقهم بالدين، أمَّا المسلمون فهم يجتمعون على كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وهدفهم هو اتباع الكتاب والسنة، فهم مجتمعون على ذلك، معتصمون بحبل الله، أما غيرهم من الكفار فهم أحزاب وشيع، فالله عز وجل، يحذرنا أن نكون مثلهم، يأمرنا أن نقيم الصلاة ، وأن نستقيم على دين الله، وأن نجتمع على الحق ولا نتشبه بأعداء الله المشركين، الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، وهكذا أصحاب البدع، شابهوا المشركين . فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، هذا معتزلي، هذا جهمي، هذا مرجئ، هذا شيعي، وهذا من المرجئة إلى غير ذلك، هذا تفرق في الدين، ومخالفة لما أمر الله به، من الاعتصام بحبل الله، والاستقامة على دين الله، وعدم التنازع والفشل .