الإجابة
. الأمانة هي حق الله على العباد، وما شرعه لهم من توحيده والإخلاص له ، وسائر ما أوجب عليهم من صلاة وغيرها، وترك ما حرم الله عليهم، وهكذا حقوق العباد من حق الوالدين، وحق الرحم وغير ذلك، فالأمانة ما أمر الله به، وما أوجبه الله على عباده، يجب أن يؤدوا هذه الأمانة على الوجه المشروع، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ، وقال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، فالمؤمن إذا أحرم هذا الإحرام، الإحرام العام، ينبغي له أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه، وإذا دخل في الصلاة يؤدي ما فرض الله عليه، وإذا دخل في الصوم يؤدي ما أوجب الله عليه، وفي الزكاة يؤدي ما فرض الله عليه، وهكذا كلها أمانات فالحج أمانة، والصوم أمانة، والزكاة أمانة والصلاة أمانة، وترك المحارم أمانة وبر الوالدين أمانة، فالواجب أداؤها بطيب نفس، وإخلاص وطلب لما عند الله، فإذا دخل في الصلاة ، دخلها بانشراح صدر ورغبة فيما عند الله حتى يؤديها كاملة، وهكذا يخرج الزكاة عن طيب نفس، يرجو ما عند الله، وهكذا يصوم رمضان صياماً شرعيّاً، بعيداً عما حرم الله، وهكذا إذا حجَّ يصون حجه عما حرم الله عليه، وهكذا بقية الأمور، فإن هذه أمانة لا يساويها شيء، بل هي الأمانة العظمى، وهي دين الله جل وعلا ، فلهذا عرضها الله على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها؛ لعظم شأنها، فالواجب على المكلف من بني آدم، أن يعتني بها ويؤديها كاملة، على وجه الإخلاص لله في فعل الواجبات، وفي ترك المحارم، يرجو ثواب الله، ويخشى عقاب الله سبحانه .