الفتاوى

تقول السائلة: أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي التجاري، لكن المدرسة رفضت أن أرتدي النقاب رفضًا قاطعًا، وقد ذهبت إلى بعض العلماء عندنا،...
تقول السائلة: أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي التجاري، لكن المدرسة رفضت أن أرتدي النقاب رفضًا قاطعًا، وقد ذهبت إلى بعض العلماء عندنا، وسألته عن تفسير قول الله تعالى في سورة الأحزاب: يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ الآية، فكان ردّه كالآتي: لا يوجد نقاب، ولم تأت آية من السورة، توضح أن النقاب فرض أو سنة، وقال: إن سبب نزول هذه الآية: أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لا توجد دورات مياه، فكان الرجال يدخلون على النساء، والعكس، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تلبس المرأة النقاب لهذا السبب، هل هذا صحيح، مع أنني لم أصدق كلام هذا الرجل، أرجو الإيضاح جزاكم الله خيرًا؟

الإجابة

الواجب النقاب والتستر حذرًا من الفتنة ، والآية الصريحة في هذا هي قوله تعالى في سورة الأحزاب، نفسها: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ هذه أصرح وأبين وتسمى آية الحجاب، وإذا سألتموهنّ أي: النساء، عن حاجة فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ والحجاب يكون من وراء الجدار، من وراء الباب، من وراء النقاب، من وراء الخمار، يعني شيء يحجبها عن الرجل، حتى لا يراها؛ لأن رؤيته لها قد تسبب فتنة؛ ولهذا قال: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وهكذا قوله في سورة النور: وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ إلى آخر الآية، والزينة منها الوجه، ومنها الرأس والشعر، ومنها الأيدي والأقدام والصدر، كل هذه زينة، فالواجب سترها عن الأجنبي، وليس بشرط النقاب. المقصود: الحجاب عن الرجل بأي طريقة، بالنقاب أو بالخمار، أو تكلمه من وراء الباب، من وراء الجدار، أو نحو هذا مما يكون فيه ستر لها. وأما إذا كانت في مدرسة أو في كلية في أي شيء، فتحتجب عن المدرس أو عن الخدام والطلبة، ولا يجوز التعليم المختلط، يجب أن يكون النساء وحدهن، والرجال وحدهم، لكن لو بُلِيَتْ بوجود مدرس أو بوجود طلبة، فعليها الحجاب ولا تختلط بهم، بل يجب أن تلتمس مدرسة ليس فيها اختلاط؛ لأن وجودها مع الأولاد في الدراسة فتنة عظيمة وشر عظيم، ليس لها فعله.

Icon