الإجابة
جزاكم الله خيراً. مراتب التقوى فيما نعلم ثلاثة أقسام: بيّنها قوله جل وعلا : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ، فالمتقي لله الكامل هو السابق بالخيرات ، الذي أدَّى الفرائض وترك المحارم، واجتهد في أنواع الخير. فهذا هو في القمة، وهو الأفضل، وهو كامل التقوى. والمرتبة الثانية، مرتبة الأبرار، المقتصدين الذين أدووا الواجبات وتركوا المحرمات ، لكن ليس عندهم مسابقة في أنواع الخير والتطوعات، بل اقتصروا على أداء الواجب وترك المحرم، فهؤلاء يقال لهم المقتصدون، ويسمون الأبرار أيضاً، والمرتبة الثالثة فهي مرتبة الظالم لنفسه، وهو المتقي الموحد لله، لكن عنده شيء من السيئات ، عنده شيء من المعاصي. وهو المراد بقوله: فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ يعني بالمعصية، فهذه أدنى مراتب التقوى، أدنى مراتب التقوى أن يكون موحداً لله، لكن عنده شيء من الذنوب والسيئات، وهؤلاء طبقات بعضهم أخطر من بعض، على حسب معاصيهم، فكلما قلّت المعاصي صار الظلم للنفس أقل، وكلما كثرت المعاصي صار الخطر أكبر، فهي مراتب ثلاث: متق ظالم، ومتق مقتصد، ومتق مسابق للخيرات، الله يجعلنا وإيَّاكم من السابقين .