الإجابة
لأن الله سبحانه وتعالى وعدنا بالمغفرة، وعد المسلمين بالمغفرة فهي بهذا المعنى أرجى آية ولو ماتوا على الذنوب العظيمة إذا تابو منها، هذه الآية أجمع العلماء رحمة الله عليهم على أنها في التائبين، وهي قوله تعالى: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا يعني للتائبين من الشرك وما دونه، من تاب إلى الله توبة صادقة وندم على ما مضى منه وأقلع منه وعزم على ألا يعود فيه تاب الله عليه، سواء كان شركاً أو زنى، أو خمراً أو غير ذلك، المهم أن يندم ندماً صادقاً وأن يقلع عنه ويتركه، خوفاً من الله وتعظيماً له وإخلاصاً له ويعزم عزماً صادقاً ألا يعود فيه، هذه الشروط الثلاثة ، الشرط الأول الندم على المعصية، الشرط الثاني الإقلاع منه وتركه، والحذر منه تعظيماً لله وطاعة لله، والشرط الثالث العزم الصادق ألا يعود فيه، فإذا توفرت هذه الشروط الثلاثة فإن الذنوب تغفر بإجماع المسلمين؛ لهذه الآية الكريمة، ولعموم قوله جل وعلا: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، ولقوله سبحانه: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ فمن تاب من الذنب ولم يصر عليه تاب الله عليه، سواء كان الذنب شركاً أو معصية، هذا بإجماع المسلمين، لكن إذا كان الذنب حقّاً لإنسان ظلمه فلا بد أن يعطيه حقه، من شروط التوبة أن يعطيه حقه وهو الشرط الرابع، إذ الذنب يتعلق بالمخلوق، مثل ضربه أو أخذ ماله أو قتله لا بد أن يعطيه حقه، القصاص في القتل وإعطاء حق المال، وهكذا إذا ظلمه بشيء آخر يستحله .