الفتاوى

يقول الله تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ويقول سبحانه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ...
يقول الله تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ويقول سبحانه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ، فما هي صفة تدبر القرآن في الآيتين الكريمتين، وما معنى كلمة تدبر هل هو تدبر الفهم الصحيح، وهل يترتب على التدبر مثوبة ؟ وهل يحتفظ متدبر القرآن الكريم بحصيلة تدبره للقرآن للفائدة الشخصية، دون نشرها ؟

الإجابة

التدبر للقرآن مشروع كما بيّن الله عز وجل وهو المقصود، والمقصود من التلاوة التدبر والتعقل والفهم ثم العمل ، قال عز وجل: كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ، فهو أنزل للتدبر قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا فالمشروع للمؤمن عند التلاوة وهكذا المؤمنة، التدبر والتعقل والتفهم، فمعناه تفهم الآية وتدبرها وتعقلها، ما هو المراد من قوله: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ومن قوله: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ومن قوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ومن قوله: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وغير ذلك، يعني يتدبر المعنى ويتفهم ما هو المعنى، يتفهم حتى يعمل به، وحتى يوصي الناس به، فالمؤمن يتدبر، يتحفظ ولو بالكتابة، يتحفظ حتى يعمل به، وحتى ينصح إخوانه، إذا كان عنده علم، يعمل بذلك ويوصي إخوانه بذلك وأهل بيته، هكذا ينبغي للمؤمن أن تكون عنده عناية، إذا قرأ القرآن، يتعقل ويتدبر حتى يستفيد وحتى يعمل، وإذا تيسر له حفظها وتفهمها فلينشرها، أمَّا إذا كان عنده تردد أو جهل، فليسأل عنها أهل العلم ويعرضها عليهم حتى يبصروه وحتى يفهم المراد؛ لينفع غيره، أما إذا كان طالب علم يفهم فإنه ينصح إخوانه وأهل بيته بما فهم من كتاب الله وبما علم من القرآن حتى يكون من دعاة الهدى .

Icon