الإجابة
المقصود الطريقان: طريق الخير وطريق الشر، هذا هو المراد بالنجدين، الطريقين؛ لأن الله جل وعلا بين لعباده الطريقين طريق الشر، يعني الشرك والمعاصي ونهاهم عن ذلك، وبين لهم طريق الخير، كالتوحيد والطاعات، ودعاهم إليه على أيدي الرسل، وفي الكتب المنزلة، من التوراة والإنجيل والزبور، والقرآن وغيرها والهداية هنا، بمعنى الدلالة، كما قال تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى . يعني دللناهم وأوضحنا لهم الحق بدليله، ومن هذا قوله تعالى يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي . يعني ترشد وتدل. أمَّا الهداية التي معناها التوفيق لقبول الحق والرضا به، فهذه بيد الله سبحانه وتعالى، لا يملكها الإنسان، وليست في يد الإنسان، وهي المراد في قوله تعالى: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ، يعني ليس عليك توفيقهم وإدخال الإيمان في قلوبهم، هذا إلى الله سبحانه وتعالى،ومن هذا قوله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ . يعني لا تستطيع ذلك، بل هذا إلى الله سبحانه وتعالى. أمَّا الدلالة والبلاغ والبيان فهذا بيد الرسل وأتباعهم مستطاع، وهو المراد في قوله جل وعلا : وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ . يعني دللناه وأرشدناه، وهو المراد أيضًا في قوله تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى . يعني دللناهم .