الفتاوى

دائمًا أستمع إلى إذاعة القرآن الكريم، وإلى إذاعة نداء الإسلام، وفي معظم الوقت أكون شبه نائم، فأسمع ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- فأصلي...
دائمًا أستمع إلى إذاعة القرآن الكريم، وإلى إذاعة نداء الإسلام، وفي معظم الوقت أكون شبه نائم، فأسمع ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- فأصلي عليه دون أن أحرك شفتي، فهل هذا يجوز ويكفي؟

الإجابة

من سمع ذكر اسمه -عليه الصلاة والسلام- فإنه يصلي عليه، والبخيل كما يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «الذي من ذكرت عنده فلم يصلِّ علي» [الترمذي: 3546]، والصلاة لا تتم إلا بالكلام الذي يلزم منه تحريك اللسان والشفتين، وكثير من الناس إذا أوى إلى فراشه يفتح إما إذاعة أو مسجلًا أو ما أشبه ذلك يستمع إما محاضرة أو برنامجًا ينتفع به من علم أو قرآن؛ ليستغل الوقت، ثم قد يغشاه النوم وينسى هذا المسجل أو ذلك المذياع، فعلى الإنسان أن يهتم بهذا الأمر، ولا يترك القرآن يُقرأ ويُتلى ولا يستمع إليه أحد، فإن هذا من امتهانه، لكن إذا غشاه النوم من غير قصد ولا اختيار وقصْدُه أن ينتفع بالقرآن قبل أن ينام فهو مأجور على ذلك، وأجر الاستماع معروف. وأما الصيغة في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهي امتثال قول الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦]، يقول: (اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد) أو (صلى الله عليه وسلم)، إذا زاد في الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- الآل –رضي الله عنهم- لما لهم من حق على الأمة فهم وصيته -عليه الصلاة والسلام- فحسن، وإن زاد الصحابة –رضي الله عنهم- لما لهم من حق أيضًا في تبليغ الدين وحمله إلى من جاء بعدهم وبذلك تتم الصيغة الكاملة، صلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويجزئ فيها (صلى الله عليه وسلم)، وإذا زاد (وعلى آله وصحبه) كان ذلك أكمل؛ لما لهم من حق.

Icon