لعل سائلاً يسأل: لماذا كانت (عرفة) خارج حدود الحرم،⁉️ على عكس (مِنًى ومزدلفة) فهما داخلتان في حدود الحرم؟
علَّل بعض أهل العلم هذه المفارقة العجيبة؛ بما جاء عن الخليل بن أحمد - رحمه الله - قال: سمعتُ سفيان الثوري - رحمه الله - يقول:
(قدمتُ مكة فإذا أنا بجعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح، فسألته:
لم جُعِلَ الموقف من وراء الحرم، ولم يُصَيَّرْ في المشعر الحرام؟
فقال: الكعبة: بيت الله، والحرم: حجابه، والموقف: بابه،
فلمَّا قصدوه أوقفهم بالباب يتضرَّعون،
فلمَّا أذِن لهم بالدخول، أدناهم من الباب الثاني، وهو المزدلفة،
فلمَّا نظر إلى كثرة تضرُّعهم وطول اجتهادهم رحِمَهم،
فلمَّا رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم،
فلمَّا قرَّبوا قربانهم، وقضوا تَفَثَهم، وتطَّهروا من الذنوب، أمَرَهم بالزيارة لبيته.
قال له: فلم كُرِه الصوم أيام التشريق؟
الإجابة
قال: لأنهم في ضيافة الله، ولا يجب على الضَّيف أن يصوم عند مَنْ أضافه ). انظر: تاريخ الإسلام، (9/ 92)، للذهبي. وانظر: شعب الإيمان، للبيهقي (3/ 496)؛ تاريخ مدينة دمشق، (6/ 352)؛ تهذيب الكمال، (5/ 94).