الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتقديم والتأخير في القرآن وجه من أوجه البلاغة فيه، وهو كثير. وقد ذكر ابن الجوزي طرفا كبيرا منه في كتابه المدهش.
قال: فصل في المقدم والمؤخر.
وأورد فيه: في البقرة (وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) وفي الأعراف (وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا).
في البقرة (والنصارى والصابئين) وفي الحج (والصابئين والنصارى).
في البقرة والأنعام (قل إن هدى الله هو الهدى) وفي آل عمران (قل إن الهدى هدى الله).
في البقرة (ويكون الرسول عليكم شهيدا) وفي الحج (شهيدا عليكم).
في البقرة (وما أهل به لغير الله) وفي باقي القرآن (لغير الله به).
في البقرة (لا يقدرون على شيء مما كسبوا) وفي إبراهيم (مما كسبوا على شيء).
في آل عمران (ولتطمئن قلوبكم به) وفي الأنفال (به قلوبكم).
في سورة النساء (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله) وفي المائدة (كونوا قوامين لله شهداء بالقسط)...
ولم نقف على من علل هذا التقديم والتأخير من المفسرين، لكنه لا يخفى ما فيه من الحسن والبلاغة.
والله أعلم.