الإجابة
١-قيل: هذا تأكيد للأمر باستقبال الكعبة واهتمام بها؛ ليرى الناس الاهتمام به فيخف عليهم وتسكن نفوسهم إليه. ٢-وقيل: أراد بالأول: ولّ وجهك شطره: أي عاين الكعبة إذا صليت تلقاءها؛(وحيثما كنتم) معاشر المسلمين في سائر المساجد بالمدينة وغيرها(فولوا وجوهكم شطره) ثم قال: (ومن حيث خرجت) يعني وجوب الاستقبال في الأسفار، فكان هذا أمرا بالتوجه إلى الكعبة في جميع المواضع من نواحي الأرض . قال القرطبي رحمه الله تعالى: هذا القول أحسن من الأول؛ لأن فيه حمل كل آية على فائدة. وقيل: كرر لدفع طرق الاحتمال؛ فقوله تعالى أولاً بالتوجه قِبَل البيت:{فول وجهك شطر المسجد الحرام} فيه احتمال أن يكون الأمر خاصا به صلى الله عليه وسلم أو عاماً له ولأمته. وأَمْرُه بعدُ في الآية نفسها: {وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} أمرٌ يدفع احتمال خصوصه صلى الله عليه وسلم دون أمته، وحصل مع {وحيثما كنتم} أن ذلك لا يختص بمكان دون مكان. ثم أخبر ثانياً: أن حكم التوجه إلى القبلة هو حكم عام، يعم حالتي الإقامة والسفر. وقوله عز وجل مثلها ثالثاً: جاء ليحصل منه التوكيد على الأرض كلها. ذكره ابن الزبير الغرناطي في (ملاك التأويل).