الإجابة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوجوب تعظيم المصحف وعدم تعريضه للامتهان مما اتفق عليه المسلمون، وتعظيم المصحف من تعظيم شعائر الله، وقد قال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الح32}. وإذا تقرر هذا فإن كتابة كلام محرم على المصحف كسب أو نحوه، وكتابة أسماء الفساق ونحوهم عليه، والتعبير عن حبهم مما ينافي تعظيم المصحف بلا شك، ومن ثم، فالواجب على من رأى شيئا من ذلك مكتوبا على المصاحف أن يمحوه، ويحتسب أجر ذلك ومثوبته عند الله تعالى؛ لما فيه من نفي الامتهان عن المصاحف، ومن لم يفعل هذا مع قدرته فهو آثم، ولكن لا يعد هذا الفعل كفرا، وانظر الفتوى رقم: 254500.
وليس كل ما نافى تعظيم المصحف عد كفرا، فقد ذكر أهل العلم صورا في التعامل مع المصحف نصوا على حرمتها، ولم يحكموا بكفر فاعلها، ومن تلك الصور ما اختلفوا فيه، فأجازه بعضهم، وحرمه بعضهم، ولكن لم يقل بكفر فاعله، وانظر مثلا الفتوى رقم: 37516.
والله أعلم.