الإجابة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن عدّ الآيات القرآنية علم توقيفي، لا مجال للقياس فيه، ولا يلزم أن تعرف علته، وينبغي أن تعلم أن عد بعض الفواتح رأس آية، مذهب الكوفيين دون غيرهم، فقد قال الداني في البيان في عد آي القرآن: وَقد تكون الْكَلِمَة وَحدهَا آيَة تَامَّة، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَالْفَجْر}، و{وَالضُّحَى}، و{وَالْعصر}، وَكَذَلِكَ{ألم}، و{ألمص}، و{طه}، و{يس}، و{حم} فِي قَول الْكُوفِيّين، وَذَلِكَ فِي فواتح السُّور ... اهـ.
وقال السخاوي -رحمه الله-: لو كان ذلك راجعًا إلى الرأي، لعدّ الكوفيون "ألر" آية، كما عدّوا "ألم"، ومثله كثير.. اهـ.
وقال الزمخشري في الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل: فإن قلت: ما بالهم عدوّا بعض هذه الفواتح آية دون بعض؟
قلت: هذا علم توقيفي، لا مجال للقياس فيه، كمعرفة السور.
أمّا ألم فآية حيث وقعت من السور المفتتحة بها، وهي ست، وكذلك ألمص آية، وألمر لم تعدّ آية، وألر ليست بآية في سورها الخمس، وطسم آية في سورتيها، وطه ويس آيتان، وطس ليست بآية، وحم آية في سورها كلها، وحم عسق آيتان، وكهيعص آية واحدة، وص، وق، ون، ثلاثتها لم تعدّ آية، هذا مذهب الكوفيين، ومن عداهم، لم يعدّوا شيئًا منها آية. اهـ.
ولا تختلف أحكام المد والقصر في فواتح السور، عنها في غيرها، فما كان له سبب مدٌّ، مُدَّ له -كالسكون- في لامِ، وميمِ "ألم" ونحوهما، وما لم يكن فيه سبب مد كألف راء "ألر"، و"ألمر"، وطاء، وهاء "طه" لا يزاد على الطبيعي؛ إذ لا موجب للمد، فلا همز في راء "ألمر"، ولا في هاء "طه"، ولا في ياء "كهيعص".
والله أعلم.