الإجابة
الحمد لله
يقول تعالى مخبرا عن أهوال يوم القيامة، وأول ذلك نفخة الفزع، ثم يعقبها نفخة الصعق ، حين يصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم بعدها نفخة القيام لرب العالمين والبعث والنشور.
ثم أخبر الله عن تبدل الأرض، وانشقاق السماء، وأخبر الله أن الملائكة تكون على أرجاء السماء، ثم قال: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) أي: يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة.
يقول ابن تيمية: " وأما العرش : فالأخبار تدل على مباينته لغيره من المخلوقات، وأنه ليس نسبته إلى بعضها ، كنسبة بعضها إلى بعض، قال الله تعالى: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ) غافر/7، وقال سبحانه: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) الحاقة/17 .
فأخبر أن للعرش حملة اليوم ، ويوم القيامة، وأن حملته ، ومن حوله : يسبحون ويستغفرون للمؤمنين "انتهى من "الرسالة العرشية" (7) .
واختلف في المراد بقوله تعالى: ثمانية:
1- فقال بعض العلماء: عني به ثمانية صفوف من الملائكة، لا يعلم عدتهن إلا الله.
2- وقال بعضهم: بل عني به ثمانية أملاك .
انظر:"تفسير الطبري" (23/ 227 - 230).
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" وقوله وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة 17] : يوجب أن لله عرشًا يحمل ، ويوجب أن ذلك العرش ليس هو الملك ، كما تقوله طائفة من الجهمية ، فإن الملك هو مجموع الخلق ، فهنا دلت الآية على أن لله ملائكة من جملة خلقه ، يحملون عرشه ، وآخرون يكونون حوله .
وعلى أنه يوم القيامة يحمله ثمانية ، إما ثمانية أملاك ، وإما ثمانية أصناف وصنوف .." . انتهى من "بيان تلبيس الجهمية" (3/278) .
قال القاسمي رحمه الله ، بعد حكاية الخلاف في ذلك :
" ومثله، من الغيوب التي يؤمن بها، ولا يجب اكتناهها. " انتهى من "محاسن التأويل" (9/310) .
والله أعلم .