قال الله تعالى : ﴿( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾)[الأحزاب:36] من فوائد الآية الكريمة أن مقتضى الإيمان ألا يخالف المؤمن أمر الله ورسوله لقوله : ﴿( وما كان لمؤمن ﴾) إلى آخره .
ومن فوائدها أنه كل ما قوي الإيمان قويت الموافقة ما وجهه لأن الحكم المرتب على وصف يقوى بقوته ويضعف بضعفه.
وعليه فتحصل الفائدة الثالثة أنه كلما نقص الإيمان وضعف كثرت المخالفة ولهذا قال أهل العلم إن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
ومن فوائد الآية الكريمة أن ما قضاه الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمور فهو كما قضاه الله لقوله : ﴿( إذا قضى الله ورسوله أمراً﴾) .
ومن فوائد الآية الكريمة أن الخير كل الخير فيما قضاه الله ورسوله لقوله : (( أن يكون الخيرة )) يعني ما يختارون لأنهم يرون أن الخير فيما قضاه الله ورسوله .
ومن فوائد الآية الكريمة أن المعصية ضلال لقوله : ﴿( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ﴾) .
ومن فوائدها أنه كل ما كانت المعصية أكبر أو أكثر كان الضلال أبين وأوضح وجهه ما أشرنا إليه من قبل أن الحكم المرتب على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه .
ومن فوائد الآية الكريمة أن معصية الرسول عليه الصلاة والسلام كمعصية الله لقوله : ﴿( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ﴾) فإذا أتانا آتٍ ونهنيناه عن أمر جاء به النهي في السنة وقال هذا ليس في القرآن ماذا نقول له ؟ نقول ما في السنة كما في القرآن وقد توقع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال : ( يوشك أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول لا ندري ما وجدنا في الكتاب اتبعناه ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه ) وهذا الذي توقعه النبي عليه الصلاة والسلام وقع بل صرحوا بأنه لا احتجاج إلا بما جاء في القرآن وكما رأيتم الآن ﴿( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ﴾) ﴿( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾)[النساء:80].
ومن فوائد الآية الكريمة جواز تشريك الله ورسوله بالواو في الأحكام الشرعية منين ؟ ﴿( إذا قضى الله ورسوله ﴾) ﴿( ومن يعص الله ورسوله ﴾) بخلاف الأمور الكونية فإن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يشرك مع الله بالواو ولهذا لما قال له الرجل ما شاء الله وشئت قال : ( أجعلتني لله نداً بل قل ما شاء الله وحده ) .
ﵟ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﵞ سورة الأحزاب - 36