الوقفات التدبرية

مسألة: قوله تعالى: (برب الناس (1) ملك الناس (2) إله الناس (3) بدأ ب (برب)...

مسألة: قوله تعالى: (برب الناس (1) ملك الناس (2) إله الناس (3) بدأ ب ﴿برب﴾ ثم ب ﴿ملك﴾ ثم ب ﴿إله﴾ ما حكمة هذا الترتيب؟ وما فائدة إعادة الناس ظاهرا مع إمكان ضميره؟ . جوابه: أن الباري تعالى ربى الناس بنعمه أجنة وأطفالا وشبابا، فقال: (رب الناس) فلما شبوا عرفوا أنهم عبيد لملك قاهر لهم، وهو الله سبحانه وتعالى، فقال: ﴿ملك الناس﴾ ، فلما عرفوا وجوده وملكه سبحانه كلفوا بعبادته وأمره ونهيه وانفراده بالألوهية والعبادة، فقال: ﴿إله الناس﴾ ف " رب ": أخص الثلاثة، لأنه يقال في الباري تعالى وفى غيره و"ملك ": أعم منه، وأخص من "إله "، لأنه يقال: ملك العراق ونحوه و"إله ": أعم الثلاثة، لأنه تعالى: ربهم، وملكهم، وإلههم، ولا يشاركه غيره في ذلك فحصل الترقى من صفة إلى صفة، لما في الوصف الثاني من التعظيم ما ليس فى الأول، وفى الثالث ما ليس في الثاني. وأما تكرار، ﴿الناس﴾ : فإما لمشابهة رؤوس الآى كغيرها من السور، أو لأن الأوصاف الثلاثة أتى بها عطف بيان كقولك: الفاروق أبو حفص عمر، لقصد البيان فكان التصريح بلفظ "الناس " أصرح في البيان من الضمائر. وخص " الناس " بذلك: لأن غيرهم لا يدعى الربوبية، والملك، والألوهية فبين أنه إله من قد يوصف بذلك، فغيرهم أولى بأنه إلههم

ﵟ إِلَٰهِ النَّاسِ ﵞ سورة الناس - 3


Icon