الوقفات التدبرية

آية (٥٠) : (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ...

آية (٥٠) : ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ * كلمة اليمّ كما يقول أهل اللغة المحدثون أنها عبرانية وسريانية وأكادية وهي في العبرانية ﴿يمّا﴾ وفي الأكادية ﴿يمو﴾ اليمّ وردت كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن آخر ومن التناسب اللطيف أن ترد في قصة العبرانيين وهي كلمة عبرانية. * القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في قصة موسى لكن الملاحظ أنه لم يستعمل اليم إلا في مقام الخوف والعقوبة ولم يستعمله في مقام النجاة (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ (٧) القصص) هذا خوف ، (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ (١٣٦) الأعراف) (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (٧٨) طه) هذه عقوبة ، أما البحر فعامة قد يستعمله في مقام النجاة أو العقوبة والإغراق ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ ﴿وجاوزنا ببني إسرائيل البحر﴾ . * اللغة تفرق بين البحر والنهر واليم: النهر أصغر من البحر والقرآن أطلق اليم على الماء الكثير ويشتق من اليم ما لم يشتقه من البحر (ميموم) أي غريق لذلك تناسب الغرق. العرب لا تجمع كلمة يم فهي مفردة وقالوا لم يسمع لها جمع ولا يقاس لها جمع وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار) وهذا من خصوصية القرآن في الاستعمال كونها خاصة بالخوف والعقوبة . * في هذه الآية لم يتحدث الحق جل جلاله عن فرعون وإنما عن إغراق آل فرعون لأن آل فرعون هم الذين أعانوه على جبروته وبطشه وطغيانه ، هم الأداة التي استخدمها لتعذيب بني إسرائيل .

ﵟ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ﵞ سورة البقرة - 50


Icon