الوقفات التدبرية

آية (٥١) : (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ...

آية (٥١) : ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ﴾ * الفرق بين قوله تعالى هنا ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ وقوله (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً .. (١٤٢)الأعراف) آية فيها إجمال وآية فيها تفصيل ، لماذا ؟ لو عدنا إلى سياق سورة البقرة نجد أنه ورد فيها هذه الآية فقط في هذا المجال بينما في المشهد نفسه في سورة الأعراف فيه تفصيل كبير من قوله تعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ .. (١٤٢)) إلى قوله (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ .. (١٤٥)) الكلام طويل والقصة والأحداث في المواعدة مفصلة أكثر في الأعراف ولم تذكر في البقرة لأن المسألة في البقرة فيها إيجاز . * عندما يتكلم الدين عن الزمن يتكلم دائما بالليلة والسبب في ذلك أنك لا تستطيع أن تحدد الزمن بدقة بالنهار ، فإذا نظرت إلى قرص الشمس لا يمكن أن تحدد في أي وقت من الشهر نحن ، ولكن في الليل بمجرد أن تنظر إلى القمر تستطيع أن تحدد الزمن ، فهناك مقاييس دقيقة بالنسبة للقمر وقياس الزمن في عرف الناس فإذا كان القمر هلالا فنحن في أوائل الشهر وإذا كان بدرا فنحن في وسطه وهكذا . وفي منطق الدين الليلة هي ابتداء الزمن ، فهذه ليلة الأول من شهر رمضان نصلي فيها التراويح وليلة العيد لا تصلى فيها التراويح ، والزمن عند الله مدته اثنا عشر شهرا للعام الواحد .

ﵟ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﵞ سورة البقرة - 51


Icon