الوقفات التدبرية

آية (٥٣) : (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ...

آية (٥٣) : ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ * ما الفرق بين الكتاب والفرقان؟ وهل نبي الله موسى أُنزل عليه كتاب آخر؟ الكتاب هنا هو التوراة ، والفرقان تأتي بمعنى الكتاب لأنه يفرق بين الحق والباطل وتأتي بمعنى الآيات الدالة على صدقه أى المعجزات. لكن لما الآن جمع وقال ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ﴾ معناه أن الكتاب غير الفرقان لأنها معطوفة والأصل في العطف يقصد به المغايرة ، آتاه الكتاب وهو التوراة وآتاه الفرقان بمعنى المعجزات . * الكتاب هل هو التوراة أو القرآن أو الانجيل؟ الكتاب عام لا يختص بمدلول معين إلا في سياقه ، أهل الكتاب هم النصارى أو اليهود ، والقرآن سمي أيضاً كتاب ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾ يطلق عام . * قال تعالى هنا ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ﴾ و في القصص (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٣)) في الأولى الكتاب والفرقان وفي الثانية الكتاب فقط : السياق هو الذي يحدد ، الأولى جاءت في سياق الكلام عن بني إسرائيل (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (٤٠) البقرة) من الذي شاهد الفرقان؟ شاهده بنو إسرائيل وفرعون الذين كانوا حاضرين ولذلك لما خاطبهم قال ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ كان الخطاب لهم هم الذين شاهدوا فلما تكلم مع بني إسرائيل خصوصاً قال الكتاب والفرقان . أما الثانية فقال ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ﴾ الناس الآخرين لم يشاهدوا هذا الشيء فلما قال بصائر للناس لم يقل الفرقان لأنهم لم يشاهدوا المعجزات ، الفرقان ذهب وبقي الكتاب والكتاب بصائر للناس .

ﵟ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﵞ سورة البقرة - 53


Icon