الوقفات التدبرية

آية (٨٩) : (وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ...

آية (٨٩) : ﴿وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ * (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (٨٩)) (وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ (٩١)) (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (١٠١)) متى ترفع كلمة مصدق ومتى تنصب ولماذا؟ قاعدة : الجُمل بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال ، لما نقول رأيت رجلاً يركض جملة يركض صفة لرجل لأن رجل نكرة والنكرة تحتاج إلى وصف حتى تتبين لكن لو قلنا رأيت الرجل يركض ستكون لبيان حاله لأنها معرفة . الآية الأولى لما قال الله عز وجل (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (٨٩) ﴿كتاب﴾ نكرة قال بعدها ﴿مصدقٌ لما معهم﴾ فجاء به وصفاً لكتاب وكتاب مرفوع فتكون الصفة ﴿مصدقٌ﴾ مرفوعة . الآية الأخرى في السورة نفسها (وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ (٩١))، ﴿وهو الحق﴾ معرفة يعني هو الحق لا ريب فيه كأن الحق مجسماً بهذا القرآن الكريم فجاء بالحال فقال مصدقاً يعني في حال تصديقٍ لما معكم كأن الذي معهم التوراة هم متلبسون به ، إذن هذا القرآن يصدق الأوصاف لهذا الرسول أو مصدق لما معكم من التشريعات التي لم تُنسخ أو التي لم تُحرّف فهو في بيان حال . والآية الأخرى (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (١٠١) البقرة) ﴿رسول﴾ نكرة فقال ﴿مصدقٌ﴾ تكلفوا أن يظهروا بهذا المظهر كأنهم لا يعلمون أن هذا هو تصديقٌ لما عندهم .

ﵟ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﵞ سورة البقرة - 89


Icon