الوقفات التدبرية

آية (١٠٧) : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ...

آية (١٠٧) : ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ * قدم له للحصر أي ملك السموات والأرض لله سبحانه وتعالى . * ما الفرق بين الملك والملكوت ؟ الكلمتان اشتقاق من ملك وزيادة المبنى تؤدي إلى زيادة المعنى ، وكلمة الملكوت هي أوسع من كلمة الملك والملك داخل في الملكوت ، والملك والملكوت كله لله سبحانه وتعالى ، وملك الله عز وجل ما في السموات وما في الأرض ، أما الملكوت العز والسلطان ، وهو ملك الله خاصة لا يعطي منه لأحد وهو هذا الملك الواسع بكل ما يمكن أن يتخيله الإنسان . وعندما ننظر لاستعمال الملك والملكوت في القرآن الكريم نجد أن الملك يمكن أن يوجه إلى عبيد الله سبحانه وتعالى أي البشر فيمكن أن يعطي من ملكه جلت قدرته لعبيده يتصرفون فيه من سلطان أو مال وهو لا يخرج من ملكيته بل هو باقٍ ويستعمله عبيده ، لكن الملكوت لم يرد في القرآن أنه أعطي من الملكوت للبشر ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ﴾ فالله عز وجل لم يقل يؤتي الملكوت من يشاء بل يؤتي الملك . وقد وردت كلمة ملكوت أربع مرات وليس فيها إشارة إلى إعطائها لأحد وهي كلمة عربية وهذه الزيادة فعلوت مثل رهبوت عندنا الرهبة والرهبوت وتعني الرهبة العظيمة .

ﵟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﵞ سورة البقرة - 107


Icon