الوقفات التدبرية

آية (١١٦) : (وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل...

آية (١١٦) : ﴿وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ﴾ * ﴿كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ﴾ ولم يقل قانت : من حيث اللغة : ﴿كل﴾ لها قواعد في التعبير: -- ﴿كل﴾ لفظها مفرد مذكر ومعناها تكتسبه بحسب المضاف إليه فإذا أضيفت إلى نكرة يراعى المضاف إليه مثل (كل رجل حضر) (كل رجلين حضرا) وإذا أضيفت إلى معرفة يجوز مراعاة اللفظ والمعنى مثال (كل إخوتك) إخوتك جمع يجوز أن يقال كل إخوتك ذاهب أو ذاهبون . -- إذا قطعت عن الإضافة لفظاً جاز مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى نقول كل الرجال حضر وكلهم حضر، إذا قطعت عن الإضافة (كلٌ حضر) (كلٌ حضروا) مثل ﴿كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ﴾ ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ﴾ ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ ﴿كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾ . من حيث المعنى : القرآن استخدم الاثنين ، والإخبار بالجمع (كلٌ حضروا) يعني مجتمعون في هذا الحدث مثل ﴿قَانِتُونَ﴾ ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ كلهم في آن واحد ﴿كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ﴾ يوم القيامة كلهم مع بعضهم ، ولما يفرد (كلٌ حضر) يعني ليسوا مجتمعين ، ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ﴾ كلٌ على حدة ، ﴿كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾ كلٌ على حدة كل قوم في أزمان مختلفة . * دلالة ختام الآية بالوصف بالقنوت ﴿كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ﴾ القنوت هو الخضوع والانقياد مع الخوف وهذا الأمر لا يقوم به إلا كل عاقل مبصر فلذلك جاءت ﴿قَانِتُونَ﴾ جمع مذكر سالم ليبيّن سمة أهل الخشوع والقنوت أنهم العقلاء أصحاب العقول الراجحة التي تخشى الله عن إرادة وبصيرة .

ﵟ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﵞ سورة البقرة - 116


Icon