الوقفات التدبرية

آية (١٤٥) : (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ...

آية (١٤٥) : ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ *ما الفرق بين الآيتين ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ و (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (١٢٠)) : أولاً : مجيء من في إحداهما وعدم مجيئها في الأخرى: حرف الجر في اللغة يؤدي إلى تغيير الدلالة ، ﴿من بعد﴾ ﴿من﴾ هي لابتداء الغاية ، ابتداء المكان بداية الشيء من كذا إلى كذا ، ولذلك هناك فرق بين ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا﴾ مباشرة ليس هنالك فاصل ، ﴿فوقها﴾ تحتمل القريب والبعيد ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ﴾ . ﴿مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ﴾ السياق في تحويل القبلة فعندما تنزل الآية ينبغي أن يتحول المسلم إلى القبلة مباشرة ، من سمع بها نفّذها ، الذي كان في الصلاة وسمع هذه الآية إتجه مباشرة إذن هذه ابتداء الغاية لا تحتمل أي تغيير . ثانياً : اختيار الذي وما: ﴿الذي﴾ إسم موصول مختص و﴿ما﴾ مشترك والمختص أعرف من المشترك عموماً ، فمعناها أن ﴿الذي﴾ أعرف من ﴿ما﴾ لأن ﴿ما﴾ تكون للمفرد والمذكر والمؤنث والمثنى والجمع أما الذي فهي خاصة بالمفرد المذكر . السياق في الآية (١٢٠) (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ (١٢١) يتلون الكتاب أي العلم الذي جاء به إذن صار أخص لأن الكلام كان محدداً في القرآن ، أما في الآية (١٤٥) هذا مطلق لم يحدد بشيء فاستعمل ﴿ما﴾ في المطلق واستعمل ﴿الذي﴾ في المقيَّد .

ﵟ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﵞ سورة البقرة - 145


Icon