الوقفات التدبرية

آية (١۲) : (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ...

آية (١۲) : ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ * الفرق البياني بين المجيء بـ ﴿لا﴾ في ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾ وحذفها في ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ﴾ سورة ص: في سورة ص (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥)). لغويًا: ﴿لا﴾ مزيدة لا تغيّر المعنى وهناك قاعدة أن ﴿لا﴾ يمكن أن تُزاد إذا أُمن اللبس، وسُمّيت حرف صلة وغرضها التوكيد وليس النفي، فالله تعالى يحاسب إبليس على عدم السجود ولو كانت ﴿لا﴾ نافية يكون المعنى أنه تعالى يحاسبه على السجود وهذا غير صحيح. ﴿مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ﴾ جاءت لتأكيد السجود في الأعراف. بيانيًا: نلاحظ أن السياق والمقام مختلف في السورتين: - المؤكّدات في سياق قصة آدم في سورة الأعراف أكثر منها في ص (لأقعدنّ، لآتينهم، لأملأن، إنك، وغيرها من المؤكّدات). - الآيات التي سبقت هذه الآية في سورة الأعراف كانت توبيخية لإبليس ومبنية على الشدة والغضب والمحاسبة الشديدة. - جو سورة الأعراف عموماً فيه سجود كثير فمشتقات السجود في الأعراف (٩ مرات) أكثر منها في ص (۳ مرات). - القصة في سورة الأعراف أطول منها في ص. - الأحرف المقطعة تطبع السورة بطابعها فسورة ص تطبع السورة بالصاد (مناص، اصبروا، صيحة، فصل، خصمان، وغيرها..). وسورة الأعراف تبدأ بـ ﴿المص﴾ وفي الآية ﴿لا﴾ اللام والألف ناسب ذكرها هنا.

ﵟ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﵞ سورة الأعراف - 12


Icon