الوقفات التدبرية

آية (٣٩) : (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي...

آية (٣٩) : ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ * دلالة ذكر الواو في الآية وعدم ذكرها في البقرة (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (١٨)) : ﴿صم بكم عمي﴾ هم في جماعة واحدة، ﴿صم وبكم﴾ فيها احتمالان أن يكون جماعة أو أكثر من جماعة قسم صم وقسم بكم. آية البقرة: - أشدّ لأنها في جماعة واحدة ذكر العمى والصمم والبكم ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾ وقال أيضاً في الظلمات (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (١٧)). - والموصوفون أشد حيث ذكر في المنافقين تسع آيات من الآية (٨) إلى (٢٠)، ذكر صفات متعددة الإفساد ومخادعة الله والذين آمنوا والاستهزاء وشراء الضلالة بالهدى إضافة إلى صفة التكذيب فهي الأولى بالذمّ وكثرة الصفات السيئة. - الأعمى أشد من الذي في الظلام لأن الأعمى سواء كان في الظلمات أو في النور فهو لا يري. آية الأنعام أقلّ فهو لم يذكر العمى وذكر آية واحدة وذكر صفة التكذيب بالآيات، فقط صفة واحدة. * وصفهم الله بالأصم والأبكم التائه في الظلمات ليبين لنا ربنا حالهم فهم أصموا آذانهم عن سماع الحق وتلقي الهدى وأخرسوا ألسنتهم عن الاستفسار عن الهداية وابتعدوا عن الاسترشاد بمن يمر بهم واستمروا في ذلك فتاهوا في الضلال الذي خيّم عليهم وعماهم عن الحق وتلقي الهدى. فهم يعلمون أنهم في ظلمات ولكنهم لا يريدون الخروج منها. أما الأعمى فقد لا يعلم أين يمشي وأين يمكث. * قال ﴿فِي الظُّلُمَاتِ﴾ ولم يقل صم وبكم في الظلام؟ في هذا إشارة إلى تعدد الظلمات بينما النور واحد وهو الإسلام أما الظلمات فهناك ظلمة الكفر وظلمة العناد وغيرها.

ﵟ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﵞ سورة الأنعام - 39


Icon