الوقفات التدبرية

آية (٤٧) : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ...

آية (٤٧) : ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾ * ﴿أَرَأَيْتَكُمْ﴾ الإتيان بأداة الخطاب بعد الضمير التنبيه وللتأكيد فى إيقاظ السامعين الغافلين الذين وصفهم قبلها بقوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ﴾، ثم لما قال ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ﴾ قال بعدها ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً﴾ لأنه لما أخذ السمع والبصر يحتاج إلى تنبيه، ماذا بقي عنده؟ لا شيء. فينبه. * في مريم ﴿عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ﴾ وفي الأنعام ﴿عَذَابُ اللّهِ﴾ : سورة مريم: - الجو التعبيري للسورة يفيض بالرحمة لا تدانيها أية سورة في إشاعة جو الرحمة وهي أكثر سورة في القرآن تردد فيها لفظ الرحمن ١٦ مرة (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (٤٥)). - قال ﴿يَمَسَّكَ﴾ والمس خفيف مناسب للرحمة أيضًا. - ﴿مِنَ الرَّحْمَنِ﴾ ﴿من﴾ للإبتداء. - ﴿عَذَابٌ﴾ نكرة يعني شيء من العذاب من الرحمن. - الرحمة لا تنافي العقوبة إذا أساء أحدهم فعاقبته قد يكون من الرحمة، فالرحمن ليس معناه أنه لا يعاقب. سورة الأنعام: - قال ﴿أَتَاكُمْ﴾ وليس المسّ. - ثم ﴿عَذَابُ اللّهِ﴾ بالإضافة أقوى في التعبير. - ثم قال ﴿بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾ كلها فيها قوة وشدة. - إضافة أنه لم يرد لفظ الرحمن في الأنعام. - لم يرد في القرآن مطلقاً يمسك عذاب الله أو عذاب من الله، فمع عذاب الله ليس هناك مسّ وإنما إتيان. إذن هناك توأمة بين المسّ والرحمن هذه فيها رقة ورحمة والتنكير و﴿يَا أَبَتِ﴾.

ﵟ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ ﵞ سورة الأنعام - 47


Icon