الوقفات التدبرية

آية (٩٦) : (فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا...

آية (٩٦) : ﴿فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ * جاءت ﴿فَالِقُ الإِصْبَاحِ﴾ بالصيغة الاسمية و﴿وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا﴾ بالصيغة الفعلية: الليل فيه السكون والهدوء والإصباح يدلّ على الحركة والحياة. في الآية ﴿فَالِقُ الإِصْبَاحِ﴾ مطلقة لم يذكر منتفع فالإصباح موجود ثابت سواء كان هناك منتفع أو لم يكن هناك منتفع حتى قبل خلق آدم لم يكن هناك منتفع أو بعد هلاك الأحياء ﴿وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا﴾ لمن يسكن إذا لم يكن هنالك خلق أو متحرك فكيف يسكن؟ هنا قيّد الليل بالسكن فيجب أن يكون بعد الخلق ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا﴾ حسباناً لمن يحسب وقيد الشمس والقمر وعطفها على الفعل. إذن أيها الأثبت؟ الأثبت والأدوم فالق الإصباح وجاء بالإصباح مطلقاً فجاء فالق الإصباح. عندما وضع منتفعاً قيّد لأنه أقل ثباتاً من ذاك لأنه إذا فُقِد المنتفع انتهت المسألة. فالأدوم هو الإصباح فأتى بالإسم الدال على الثبوت ﴿فَالِقُ الإِصْبَاحِ﴾.

ﵟ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﵞ سورة الأنعام - 96


Icon