الوقفات التدبرية

* استخدام كلمة (الربّ) في قوله تعالى (اتقوا ربكم) : لفظ الجلالة يُذكر...

* استخدام كلمة ﴿الربّ﴾ في قوله تعالى ﴿اتقوا ربكم﴾ : لفظ الجلالة يُذكر دائماً في مقام التكليف والتهديد ، أما كلمة الربّ فتأتي عند ذكر الهداية أو ذكر فضل الله على الناس فهو سبحانه المتفضّل عليهم وهو المالك والسيّد والمربي والهادي والمرشد والمعلم . * ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾ : الخلق أقدم وأسبق من الجعل، جعل الزرع حطاماً ليست مثل خلق الزرع حطاماً. جعل بمعنى صيّر، هو خلقه ثم جعله، يقول العلماء (خلق منها زوجها) هنا لإظهار الابتداء لم يكن هناك إنسان فخلق الله تعالى آدم ، فسورة النساء تتحدث عن أولية الخلق لتدعو الناس إلى الإيمان بهذا الخالق كما أنها هنا في سياق التشريع ليذكِّر الله تعالى الناس بقدرته، والخطاب موجه إلى الناس ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ البشرية كلها نفوس وهذه النفوس أصلها نفس واحدة هي آدم مما يحقق للبشرية السكن والألفة. * ﴿ رِجَالاً كَثِيراً﴾ ولم يقل ﴿ َنِسَآءً ﴾ كثيرات : لأن الذكورة هى العنصر الذي يفترض أن يكون أقل كثيراً فقال ﴿رِجَالاً كَثِيراً ﴾ ، فإذا نظرت مثلاً في حقل نخل ستجد ذكراً أو اثنين. * التساؤل ب﴿ الأَرْحَامَ ﴾ : مرة تسألون بالله الذي خلق، ومرة تسألون بالأرحام لأن الرحم هو السبب المباشر في الوجود المادي. إذا أردت أن تؤثر على من تطلب منه أمراً، تقول: سألتك بالله فتعظيم الله أمر فطري في البشر، وتسألون أيضا بالأرحام وتقولون: بحق الرحم الذي بيني وبينك أن تقضى لي هذا الشىء. * تختم الآية بقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ لأن كلمة ﴿اتَّقُواْ﴾ تعني اجعل بينك وبين غضب ربك وقاية بإنفاذ أوامر الطاعة، واجتناب ما نهى الله عنه ، والرقيب من رقب أي أن هناك من يرصدك فالله سبحانه ليس بصيراً فقط ولكنه رقيب أيضاً.

ﵟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﵞ سورة النساء - 1


Icon