الوقفات التدبرية

* الفرق البياني بين (حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) و (جَاء...

* الفرق البياني بين ﴿حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾ و ﴿جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾ أن الحضور في اللغة يعني الوجود وليس معناه بالضرورة المجيء إلى الشيء أما المجيء فهو الإنتقال من مكان إلى مكان، فالحضور إذن غير المجيء وحضور الموت يُستعمل في القرآن الكريم في الأحكام والوصايا كما في سورة آية سورة البقرة ﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ﴾ ووصية يعقوب لأبنائه بعبادة الله الواحد وكأن الموت هو من جملة الشهود فالقرآن هنا لا يتحدث عن الموت نفسه أو أحوال الناس فيه ولكن الكلام هو في الأحكام والوصايا (إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ (١٠٦)المائدة))، أما مجيء الموت في القرآن فيستعمل في الكلام عن الموت نفسه أو أحوال الشخص الذي يموت. * الفرق بين اعتد وأعدّ فى القرآن الكريم : أعتد فيها حضور وقرب والعتيد هو الحاضر ﴿هذا ما لدي عتيد﴾ أي حاضر، أما الإعداد ﴿أعدّ﴾ فهو التهيئة وليس بالضرورة الحضور ﴿وأعدّوا لهم ما استطعتم﴾ بمعنى هيّأوا، في سورة النساء قال تعالى (أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (١٨)) لأنهم ماتوا فأصبح الحال حاضراً وليس مهيأ فقط، وكذلك ما ورد في سورة الفرقان (وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً (٣٧)) قوم نوح أُغرقوا وماتوا أصلاً فجاءت أعتدنا. أما في آية النساء (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (٩٣)) هؤلاء لا يزالون أحياء وليسوا أمواتاً فجاءت أعد بمعنى هيّأ.

ﵟ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﵞ سورة النساء - 18


Icon