الوقفات التدبرية

* ضرب الله تعالى مثلاً للمهر بالقنطار ولم يسمِّه على الأصل مهراً أو...

* ضرب الله تعالى مثلاً للمهر بالقنطار ولم يسمِّه على الأصل مهراً أو نِحلة فالمهر يطلق على القليل والكثير فلو حدّده بالمهر ثم أتبعه ﴿فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا﴾ لربما تبادر إلى أذهاننا أنه لو كان كثيراً يحق لنا أن نأخذ نصيباً ولكن عندما مثّل للمهر بالقنطار وهو كثير جداً ثم نهانا عن الأخذ منه علمنا أن المهر مهما قل أو كثر لا يحق لنا أن نقتطع منه لأنفسنا. * قالت الآية ﴿أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً﴾ ولم تقل أتأخذونه ظلماً: الله سبحانه ينهى الرجال أن يأخذوا شيئاً من المهور المقدمة سابقاً منهم إلى زوجاتهم ظلماً وعدواناً بغير حق بدون طيب خاطر من الزوجة، البهتان هو أشد الكذب، وهو الكذب المُفترى بهت فلان فلاناً يعني ادّعى عليه شيئاً ونسب إليه ما ليس فيه وافترى عليه. لم يقل الله عز وجل أتأخذونه ظلماً يعني بغير حق لأن هذا الظلم الذي أخذوه إنما هو مبني على كذبٍ ادّعوه لأنفسهم كأن يقول الواحد: هذا حقي، هذا في الأصل مالي، هي التي تركتني، وهي التي أساءت معاملتي، هي تستحق أن آخذ مالها، تستحق العقاب، يبرر لنفسه كذباً وبهتاناً ليأخذ مالها، والقرآن يراعي الحالة الشعورية للذي يريد أن يأخذ ما أعطاه، والقرآن يهتم بالجانب الدلالي اهتماماً كبيراً، ما الذي دفعهم إلى الظلم؟ كذبهم وادّعاؤهم أنهم أصحاب حق. * البهتان واضح والإثم واضح فما دلالة مبيناً؟ مبيناً يعني واضحاً فجاءت مبيناً صفة لتدل على تقبيح هذا الإثم، فتقول لمن لا يدركه بأنه لا يرى الواضح.

ﵟ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﵞ سورة النساء - 20


Icon