الوقفات التدبرية

آية (١٣) : (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ...

آية (١٣) : ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ * جيء بالفعل يحرفون بصيغة المضارع للدلالة على استمرارهم في التحريف بينما جاء الفعل بعده ﴿نسوا﴾ بصيغة الماضي لأن النسيان يراد به الإهمال المفضي إلى النسيان غالباً فعبّر عنه بالماضي لأن النسيان لا يتجدد. * الفرق بين ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾ (١٣) المائدة ﴿٤٦﴾ النساء، و(يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ﴿٤١﴾ المائدة) : في الآيات التي وردت فيها ﴿عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾ الكلام على تحريف التوراة قديماً، أهل الكتاب الأوائل كان عندهم ميثاق ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ﴾ بما استحفظوا من كتاب الله ، فالكلِم له موضع لكن اليهود غيّروه وحرّفوه قبل الرسول صلى الله عليه وسلم. أما ﴿مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾ فكان تحريفاً في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن ثبتت التوراة عندهم، فالكلام ثُبّت في مواضعه ثم جاءوا بعد ذلك وغيّروه من بعد مواضعه فهذا تحريف ثاني.

ﵟ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﵞ سورة المائدة - 13


Icon