الوقفات التدبرية

* كلمة (فكيف) نجد المستفهَم عنه غير موجود والتقدير فكيف المشهد؟...

* كلمة ﴿فكيف﴾ نجد المستفهَم عنه غير موجود والتقدير فكيف المشهد؟ فكيف موقف الجميع يوم القيامة ؟ هذه الآية كان يبكي الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يسمعها. حذف هنا للعموم والإطلاق لكل شيء، ويراد فيه تهويل الموقف للكفار. * دلالة التقديم والتأخير في قوله (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَـؤُلاء ﴿٨٩﴾ النحل) و (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴿٤١﴾ النساء) : في سورة النحل قدمت كلمة شهيد وأخرت عليهم فالشاهد تقدّم والمشهود عليهم تأخروا فجاءت تكملة الآية على نفس النسق ﴿شَهِيدًا عَلَى هَـؤُلاء﴾ قُدِّم لفظ الشهيد في المرة الأولى وكذلك في الثانية ليكون هناك تناسق. إذن المشهود عليهم تأخروا في المرتين والشاهد تقدم في المرتين. في سورة النساء لم تأت كلمة ﴿عليهم﴾ قبل كلمة شهيد (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا (٤١)) لم يأت ذكر لكلمة ﴿عليهم﴾ فلم يكن هناك أمر يًطلب فيه التناسق. أيضاً ختام آيات سورة النساء تنتهي بألف التنوين أياً كان الحرف الأخير قبل التنوين ﴿شهيدا﴾ الألف المنونة التي يسبقها أي حرف الدال أو غير الدال أما في سورة النحل فلو نظرنا في الآيات نجد الآيات تنتهي بالنون فنهاية الآيات جاءت مراعاة للفواصل مع المعنى وفي القرآن يتحقق الأمران معاً على نسق تام وعلى أروع ما يكون لا يُضعِف شيء شيئاً. * إذا قدّم الشهيد فلبيان فضله وإذا قدّم المشهود عليهم فلبيان مدى جرمهم، قال ﴿وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ﴾ لبيان عظمة النبي عليه الصلاة والسلام ومدى نفوذه يوم القيامة على كل الأمم وهذه قضية عقائدية وهذا منطقي جداً باعتباره خاتم الرسالات قال ﴿وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ﴾ إذاً الإبراز وبيان الفضل للشهيد بغض النظر من هم المشهود عليهم.لكن لما قال ﴿وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ بين قباحة الأمة التي ذكرها القرآن بأنهم أشركوا وغيّروا وحرّفوا قال وجئنا بك على هؤلاء الذين انحرفوا شهيداً. * ذكر الله الضمير في كلمة ﴿بك﴾ ولم يذكر الإسم الظاهر لم يقل وجئنا بالرسول على هؤلاء شهيدا قالوا إن الله قد رفع رسوله بعزّ الخطاب وجعله محلّ الاهتمام فقال ﴿بك﴾ فخاطبه ولم يذكر كلمة الرسول لأنه في ذلك سيكون في موقف غائب فقال ﴿بك﴾ ليكون مخاطباً فيكون في ذلك عزُّ الخطاب.

ﵟ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ﵞ سورة النساء - 41


Icon