الوقفات التدبرية

آية (١١۲) : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا...

آية (١١۲) : ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ * قال تعالى ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾ ، وفي الآية (١۳٧) ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ : الآية الأولى لما تقدم قوله تعالى ﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ﴾ فعرف سبحانه نبيه عليه السلام بما سبق لهؤلاء وما قدره عليهم فى الأزل حتى لا يجدى عليهم شئ ولا ينفعهم تذكار مما يثير أشد الخوف، كان مظنة إشفاق فأنس نبيه صلى الله عليه وسلم بإضافة اسم ربوبيته سبحانه لنبيه عليه السلام ، مخاطبا له ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ﴾ فتلطف فى تأنيسه عليه السلام وتأنيس أمته بأنسه. الآية الثانية لم يقع قبلها مثل هذا وإنما قال ﴿وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ﴾ وليس هذا فى اقتضاء الحتم عليهم المؤذن بقطع الرجاء منهم فجاء بلفظ الجلالة من غير إضافة.

ﵟ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﵞ سورة الأنعام - 112


Icon